1. السلطات الأمريكية تقرر "تشتيت" أسرة مغربية وترحيل الأم إلى البلاد
تواجه سيدة مغربية مقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية بشكل قانوني منذ 1995 مسطرة الترحيل من البلاد، رغم أن أبناءها يحملون الجنسية الأمريكية، ويعاني ابنها الأصغر من متلازمة داون، متعرضة بذلك لاحتمال افتراقها عن أبنائها بشكل نهائي، وعودتها للعيش في المغرب.
ونقلت وسائل إعلام محلية قصة الأم المغربية فتيحة الغريب، البالغة من العمر 58 سنة، والمقيمة بمدينة إنغلوود بولاية كولورادو، مبرزة أنها تطالب بعدم تطبيق هذا القرار من طرف سلطات الهجرة الأمريكية، نظرا لحالتها العائلية، ولحالة ابنها الصحية، التي لا يمكن معها نقله للعيش بشكل نهائي بالمغرب.
"إذا تم ترحيلي إلى المغرب يمكن أن أموت"، تقول السيدة المغربية في تصريحات لوسائل إعلام محلية، مضيفة أنها "لا تستطيع ترك أبنائها بالولايات المتحدة والعودة دونهم"، كما أنها "لا تستطيع اصطحابهم للعيش في المغرب، نظرا لكونهم مواطنين أمريكيين، ويتابعون دراستهم هناك من الصغر".
وتعود قصة السيدة المغربية، استنادا إلى المعطيات ذاتها، إلى سنة 2007، حينما تأخرت في تجديد إقامتها وتحيين وثائقها الثبوتية، قبل أن يصدر حكم قضائي يقضي بترحيلها دون أن تتوصل بذلك، معتقدة أن وضعيتها القانونية يتابعها أحد المحامين، مضيفة أن الغريب ستصدم سنوات بعد ذلك بضرورة تنفيذ حكم الترحيل في حقها.
وبما أن السيدة المغربية غير متورطة في أي جرائم أو أفعال جنائية، حظيت طيلة السنوات الماضية بتسهيلات من طرف السلطات، بمؤازرة من السناتور الأمريكي الراحل جورج فوانوفيتش؛ وهو التساهل الذي وضع له مسؤولو الهجرة حدا في الفترة الأخيرة، بدعوتها للقدوم إلى جلسة استماع في 6 شتنبر الجاري، إذ تتوقع منحها موعدا لمغادرة عائلتها الصغيرة والعودة إلى المغرب.
ويعيش أبناء السيدة المغربية ظروفا نفسية صعبة، مستغربين كيف سيتم ترحيل والدتهم التي عاشت لأزيد من عشرين سنة بالولايات المتحدة، لتتركهم للعيش بمفردهم، مناشدين السلطات وقف هذا القرار، ومدافعين في المقابل عن سلوك والدتهم طيلة المدة التي عاشتها ببلاد العم سام.
من جهة ثانية، تحظى فتيحة الغريب بتعاطف العديد من المواطنين الأمريكيين، إذ وقع ما يزيد عن 80 ألف شخص على عريضة تطالب سلطات الهجرة الأمريكية بوقف القرار "الجائر" في حقها، وتركها داخل البلد لرعاية ابنها الصغير، والعيش إلى جانب أفراد أسرتها.