صادق البرلمان الأوروبي، الأربعاء، بأغلبية ساحقة، على الاتفاق الزراعي بين المغرب والاتحاد الأوروبي الذي يشمل الأقاليم الصحراوية، ويشكل الاتفاق، لبنة أخرى في العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي لينسف كل مناورات جبهة البوليساريو التي مارست ضغوطات قوية في الأيام السابقة لنسف الاتفاق.
وأعربت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الأربعاء، عن ارتياحها لمصادقة البرلمان الأوروبي على تبادل الرسائل المتعلقة بالاتفاق الفلاحي، موضحة أن الاتفاق يؤكد أن منتوجات الفلاحة والصيد البحري، القادمة من الأقاليم الجنوبية، تتمتع بالتفضيلات التعريفية نفسها التي يشملها اتفاق الشراكة.
وأكد المحلل السياسي، نوفل بوعمري، لـ”أخبارنا الجالية ”، أن التصويت هو اعتراف أوروبي بأن الممثل الوحيد للساكنة الصحراوية هم ممثلوها المنتخبون وليس أي طرف آخر.
وينص الاتفاق على تمديد التفضيلات التجارية إلى المنتوجات الفلاحية والصيد البحري المنحدرة من الأقاليم الجنوبية للمملكة، وأكد عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي استراتيجي وقوي.
وسبق لجبهة البوليساريو الانفصالية أن حذّرت البرلمان الأوروبي من التصويت على الاتفاق التجاري مع المغرب، لكن دون جدوى.
ونوّه المغرب بالعمل الذي قامت به كل المؤسسات الأوروبية، ولالتزامها المتواصل بهدف التصدي للمناورات التي تشنها الجزائر والبوليساريو بهدف تقويض هذه الشراكة العريقة.
وقالت الخارجية المغربية إن التصويت، بأغلبية ساحقة، يأتي ليتوج مسلسلا طويلا من المفاوضات التقنية، التي انخرط فيها المغرب والاتحاد الأوروبي.
وعارض برلمانيون من كتلة الخضر التحالف الحر الأوروبي ضمن البرلمان الأوروبي الاتفاقية، وطالبوا بضرورة أن تبدي محكمة العدل الأوروبية رأيا قبل أي تصويت على هذا النص الجديد، منددين بالاتفاق التجاري الفلاحي بداعي أنه “يتعارض مع القانون الأوروبي والقانون الدولي وعدم موافقة البوليساريو عليه”.
يشار إلى أن 879 منتخبا بجهتي العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب، راسلوا قبل أيام الإتحاد الأوروبي وطالبوا بضرورة تجديد البروتوكولات التجارية مع المغرب بشكل يشمل الصحراء، في وقت بث مجموعة من الفاعلين السياسيين الصحراويين من قبيل المستشار البرلماني محمد الشيخ بيدالله، ومحمد أبا عضو جهة العيون الساقية الحمراء، فيديوهات يعلنون فيها وجوب تجديد اتفاقية الصيد البحري والاتفاق الفلاحي مع المغرب.
وتعرض ممثلو ساكنة الصحراء إلى هجمة إعلامية من طرف اتباع البوليساريو بسبب مراسلتهم للاتحاد الأوروبي لمطالبته تجديد اتفاقية الصيد البحري مع المغرب.