يخلد الشعب المغربي اليوم 18 نونبر ذكرى عيد الاستقلال ، وهو يوم توج الملحمة البطولية للمغرب شعبا وقيادة ضد المستعر الفرنسي ، كما تعد مناسبة لاستلهام القيم السامية والغايات النبيلة لاذكاء التعبئة الشاملة وزرع روح المواطنة وربط الماضي الخالد بالحاضر المتطلع الى مستقبل أرغد .
ويجسد بزوغ فجر الاستقلال ، بداية حقبة جديدة ترتكز على خدمة قضايا الوطن والدفاع عن وحدته وإعلاء صروحه والحفاظ على هويته ومقوماته والدفاع عن مقدساته وتعزيز نهضته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية .
وإذا كانت مقاومة المغاربة للاستعمار قد تجسدت من خلال انطلاق عمليات المقاومة المسلحة في جنوب وشمال وشرق وغرب المغرب ، ورفض التجزئة والتفرقة بين مكونات الشعب المغربي ، ما ساهم في اندحار المستمعر وارغامه على الرضوخ لمطالب الحركة الوطنية الرامية الى نيل الحرية ، فان معكرة الاستقلال الحقيقية والتي مافتئ جلالة الملك يؤكد عليها في خطاباته ، هي تلك المتمثلة في خوض معارك البناء والتنمية والوحدة وبناء مجتمع ديمقراطي حداثي ، كما تعد الذكرى لحظة للتأمل في تاريخ المغرب الغني بالأمجاد والمحطات المشرقة ودليلا على اجماع كافة المغاربة للتغلب على الصعاب والتشبت بمقدسات الوطن والذود عن وحدته .