بعد أسابيع قليلة عن إعلان وزارة الخارجية مقاطعة الملك محمد السادس للقمة الاقتصادية لقادة دول غرب إفريقيا بليبريا بسبب مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الشيء الذي أغضب الحكومة الإسرائيلية حينها ودفع صحافتها إلى البحث عن أسباب أخرى اعتبرتها وراء هذا القرار، يبدو أن هناك توترا جديدا بين الرباط وتل أبيب، قد يؤشر على بوادر أزمة دبلوماسية صامتة بين الطرفين.
سبب الغضب المغربي من إسرائيل هذه المرة لم يكن سوى اللقاء الذي جمع وزيرها في الاتصالات، أيوب قرا، في الـ25 من ماي الماضي بالإكوادور، خلال حفل تنصيب رئيسها الجديد لينين مورينو غارسيس، بإبراهيم غالي، المسمى بالأمين العام لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وفي الوقت الذي لم تنشر فيه الخارجية المغربية أي بلاغ رسمي بخصوص هذا الموضوع، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الرباط احتجت بشكل رسمي لدى تل أبيب، عبر سفارة إسرائيلية بأوروبا، بعد اللقاء الذي جمع الوزير قرا، المنتمي لحزب الليكود، بزعيم الجبهة الانفصالية، مشيرة إلى أن الرباط عبّرت عن عدم قبولها بأي تقارب بين إسرائيل والبوليساريو.
من جهتها، أفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية، بأن هذا اللقاء لم يكن بعلم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الوقت الذي تساءل فيه موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري، نقلا عن مصادره الحكومية، عن مدى صحة هذا التبرير بالقول: "كيف يمكن لوزير يقوم بزيارة رسمية ألا يتلقى توجيهات مسبقة".
وفي رده على هذا الجدل الدائر، قال وزير الاتصالات الإسرائيلي، في بيان له، إن الوقت الذي قضاه مع زعيم البوليساريو لم يكن سوى مصافحة عابرة وليس لقاء رسميا، مضيفا: "من المؤسف أن صورتي مرارا وتكرارا كممثل للحكومة الاسرائيلية تتعرض للتشويه؛ بحيث أنني في سعي دائم إلى العمل في اتجاه السلام بين إسرائيل والعالم العربي".
وزاد المسؤول الحكومي الإسرائيلي، الذي يتقن اللغة العربية، أن لقاءه بغالي كان "وجيزا" و"لم يخرج عن تبادل التحية، تماما كما تم مع باقي الوفود الرسمية المشاركة"، مبرزا أنه شدد خلال هذا اللقاء على "استعداد إسرائيل للتنسيق مع أي بلد في العالم لتحقيق السلام"، قبل أن يضيف أن هذه الاتهامات التي تلاحقه "تسعى إلى إحباط جهوده الرامية إلى تعزيز علاقات إسرائيل مع العالم العربي".
ويأتي هذا الغضب الجديد للرباط من تل أبيب بعد أسابيع قليلة من الجدل الذي أثاره قرار مقاطعة الملك محمد السادس للقمة الاقتصادية لقادة دول غرب إفريقيا التي انعقدت بليبريا، لتفادي لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي.
الصحافة الإسرائيلية حينها هاجمت هذا القرار، ونشرت تصريحات حكومية رسمية تذهب في اتجاه وجود أسباب خفية لهذه المقاطعة لم يرد المغرب الإفصاح عنها، مفضلا تعليق ذلك على "شماعة" نتنياهو.