ترتفع أكوام من أكياس القمامة والخضروات المتعفنة على أرصفة ميناء بيريوس في أثينا يوم الاثنين في مؤشر على أن النزاع العمالي المتصاعد يتحول سريعا إلى أزمة على صعيد الصحة العامة.
وسدت فوتيني باباداكي المتقاعدة أنفها وهي تلقي بكيس قمامة صغير فوق كومة كبيرة. وقالت “هذا أمر مشين. أتفهم المخاوف بشأن الوظائف، لكن تفريغ الغضب في الناس… ذهب أبعد مما ينبغي.”
ومن حولها كان المارة في ساعات الصباح المبكر يسعون لشق طريقهم بين أكوام أكياس القمامة التي فاحت رائحتها مع دخول إضراب عمال القمامة وغيرهم من العاملين بالبلدية أسبوعه الثاني.
ويخشى المضربون من فقد وظائفهم في العام السابع من إجراءات تقشف مؤلمة تطبقها اليونان تلبية لمطالب دائنين دوليين. ويريد العمال شروطا أفضل للعاملين لفترات قصيرة الذين يقولون إنهم مهددون بحكم محكمة يحظر تمديد عقودهم.
وكان كثير من السكان الذين يعانون جراء تخفيضات الإنفاق متعاطفين مع الإضراب في بادئ الأمر. لكن هذا التعاطف انحسر مع تكدس أكياس القمامة تحت أشعة الشمس الحارقة. وفي مختلف أرجاء المدينة كما في مدن أخرى رصد السكان تزايد الحشرات والفئران والقطط والكلاب الضالة وكلها حاملة للعدوى.
وطلبت السلطات من السكان الإبقاء على قمامتهم في منازلهم، لكن سكان الشقق مثل فوتيني باباداكي لا تتسع شرفاتهم لذلك.
ولجأت بعض البلديات مثل تيسالونيكي في الشمال إلى القطاع الخاص لتخفيف الوضع وإسناد إزالة القمامة إلى شركات أخرى.
لكن يتعين الانتظار لمعرفة إلى متى ستتمكن هذه البلديات من دفع الكلفة الزائدة لذلك. ولا يظهر المضربون أي بادرة على التراجع.
وقال نيكوس تراكاس رئيس نقابة عمال البلديات إن هناك نية لتصعيد الإضراب “ما لم تستجب الحكومة لمطالبنا”.