مغاربة عالقون في ليبيا يعودون إلى المملكة وسط مخاوف أمنية
بعد النداء الذي وجّهه المغاربة العالقون في ليبيا إلى الملك محمد السادس من أجل التدخل العاجل لترحيلهم من هذا البلد، خاصة مع تطور الأوضاع الأمنية غير المستقرة، كشف مصدر دبلوماسي أن الملف في طريقه إلى الحل النهائي؛ وذلك بعد اتفاق جرى التوصل إليه بين السلطات المغربية وبين نظيرتها الليبية.
وقال مصدر دبلوماسي مغربي إن وزارة الخارجية والتعاون الدولي تضع اللمسات الأخيرة على هذا الملف الحساس، مرجحاً أن تتم عملية نقل المغاربة المحتجزين لدى السلطات الليبية يوم الجمعة المقبل.
وأشار المصدر إلى أن ما يعقّد عملية عودة المغاربة العالقين في ليبيا إلى الوطن هو أن جميعهم "لا يتوفرون على أوراق أو جوازات سفر، وتم النصب عليهم من قبل مافيات الهجرة السرية"، وزاد قائلاً: "الملف حساس ولديه طبيعة أمنية، ونحن نتعامل معه بإيجابية ووطنية".
وتتخوف السلطات المغربية من تورط بعض الأشخاص، ضمن هؤلاء المغاربة، في ملفات ذات طبيعة إرهابية، خصوصا أن ليبيا باتت مرتعاً لآلاف الدواعش؛ منهم مغاربة.
وفي هذا الصدد، قال مصدر من قنصلية المغرب في تونس إن السفارة المغربية ما زالت لم تتوصل بقائمة الأسماء المعنيين بالعودة في غضون اليومين المقبلين، موضحاً أن الوزارة ربما ستتواصل مع السلطات الليبية بشكل مباشر لتحديد طريقة ووسيلة النقل.
وأكد المصدر، غير راغب في الكشف عن اسمه، أن السلطات المغربية أخذت بصمات المغاربة الذين لا يتوفرون على أية أوراق تُحدد هوياتهم، وسيتم التأكد منها، خصوصا أن "قائمة الأسماء التي نتوصل بها من قبل السلطات الليبية غير دقيقة، وحتى الأسماء لا تكتب بالشكل الجيد"، يضيف المصدر.
وسبق لسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، أن أكد أن السلطات المختصة في المملكة تتابع ملف المغاربة العالقين في ليبيا، وسيتم حله قريبا.
وكانت عائلات المغاربة المقيمين في ليبيا قد وجّهت رسالة إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، تطالب من خلالها بالتدخل لتسهيل عودة هؤلاء إلى بلادهم، خاصة أن الأوضاع لم تعد كما كانت عليه بعد الإطاحة بالرئيس معمر القذافي.
وأشار أصحاب الرسالة إلى أن الظروف المادية في ليبيا تغيرت، إذ إن العديد منهم يشتغل دون أن يحصل على أجرته، إلى جانب ارتفاع مهول في أسعار المواد الغذائية.
وعلى مستوى الأرقام، لا توجد بيانات رسمية تُحدد العدد الفعلي لمغاربة ليبيا بعد سنة 2011، حيث كانت تُقدر بـ80 ألف شخص؛ غير أنه بعد تطور الأزمة الليبية، وسيطرة الجماعات المسلحة على جزء من البلاد، عاد جزء كبير منهم، بينما ظل آخرون عالقين إلى حدود اليوم.