في اليوم الأول من عيد الأضحى، لا شيء يوحي في أرجاء المخيم بالعيد. هدوء لا تكسره سوى أصوات بعض الأطفال الذين يلهون بالقرب من المطبخ وأحيانا حفيف أغصان الشجر. كيف يقضي اللاجئون في مخيم تيلوس أيامهم وماذا يعني لهم يوم العيد وهم خارج ديارهم؟
في المطبخ المشترك للمخيم، تقوم صفاء وزهور بإعداد طعام الغداءلعائلتيهما. جاءت كل منهما إلى تيلوس قبل نحو 7 أشهر، تعرفتا على بعضهما هنا وتقاسمتا تجارب مشتركة لم تفكرا يوما أنهما قد تعيشانها.
تقوم صفاء بتقطيع الطماطم بينما تقلب زهور اللحم والبصل على النار.الرائحة داخل المطبخ شهية، فهاتان الصديقتان تعدان طبقين من "البامية"و"اللحمة بالصينية"، وهما أشهرالوصفات في سوريا.
الجو في المطبخ كان عارما بالضحكات والمزاح، إلى أن أتى ذكر العيد."أي عيد تريدنا أن نتحدث عنه" تقول زهور، العيد بالنسبة إلينا غيرموجود، حتى أننا نسينا أن نعايد بعضنا صباح اليوم. خلال السنوات الست الأخيرةأعيادنا كانت في المخيمات ومراكز الاستقبال، حتى أولادنا لا يعرفون معنى العيد،كبروا خلال رحلتنا القاسية".
"العيد بالنسبة إلي هو عندما أرى أهلي من جديد " قالت صفاء،"الملابس الجديدة والزيارات العائلية والمفرقعات النارية والزينة، كل هذابالنسبة إلي أصبح ذكرى قديمة جدا، منذ أن تركنا قريتنا ونحن في ترحال دائم، لانميز بين أشهر السنة، وحتى أعيادها. صباح اليوم حاولت أن أشرح لابنتي معنى العيدلم أستطع، تركتها وذهبت إلى العمل".
دخلت إحدى بنات زهور لترى أمها، كانت تلبس ثيابا جديدة، "هذا هوأقصى ما أمكننا أن نقوم به لنشعرهم بالعيد، ثياب جديدة، حتى والدهم نسي أن اليومهم أول أيام الأضحى، مرارة اللجوء تأكل أيامنا دون أن ندري".
"دون الضحك والمزاح لن نتمكن من تمضية أيامنا هذه" تقولصفاء. "ما يمكننا القيام به هو المحافظة على معنوياتنا والسعي لئلا نيأس،تعلمنا الكثير خلال رحلتنا هذه، كل ما نريده هو السلام والمستقبل الأفضللأطفالنا".