الاستفزازات الجديدة تأتي بعد توافد معطيات تؤكد أن جبهة البوليساريو قامت بالتنسيق مع داعميها من أجل نقل جزء كبير من مخيمات الصحراويين المتواجدة فوق الأراضي الجزائرية إلى مناطق متقدمة قرب الوحدات العسكرية المغربية، واستبقت الخطوة بإعلانها "الرفع من الجاهزية القتالية لعناصرها والاستعداد لتطبيق التحضير القتالي لسنة 2018"، وفق ما جاء على لسان من يُسمى وزير الدفاع الوطني، عبد الله لحبيب البلال.
وأوضح اسليمي أن وضعية قيادة الجبهة الأخيرة والصعوبات التي تواجهها في الصراع مع ساكنة المخيمات، والتقييم الاستخبارتي الجزائري بأن البوليساريو تفقد العديد من مواقعها داخل إفريقيا، بالإضافة إلى إدراك الدولة الداعمة أن ورقتها باتت مفلسة داخل المنتظم الدولي، "يجعل مصلحتي ابراهيم غالي وقائد الجيش الجزائري تلتقيان حول فكرة الحرب أكثر من أي وقت مضى".
وعلى ضوء هذه المعطيات، لفت المتحدث ذاته إلى أن المغرب مطالب بوضع "فرضية الحرب القريبة في سنة 2018 ضمن مؤشرات المخاطر المرتفعة"، مؤكداً أن العدوان الجزائري بورقة البوليساريو في المنطقة العازلة وقرب الجدار الأمني "محتمل جداً السنة المقبلة، والتخوف هو أن تورط الجزائر والبوليساريو النظام الموريتاني في مخطط الحرب المحتملة".
وشدد رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني على أن التوجه الجديد للانفصاليين، والذي يُقوي احتمالات الحرب، "خطير جداً لأن أي اهتزاز للاستقرار في المنطقة العازلة سينقل حزام التنظيمات الإرهابية الموجودة في الساحل نحو المنطقة، وقد تصبح لها نافذة على المحيط الأطلسي".