وزارة الجالية تبرمج 180 عرضا مسرحيا لفائدة مغاربة العالم
تماشيا مع إستراتيجية المغرب تجاه مغاربة العالم، وحفاظا على الموروثات الثقافية وعلى الهوية المغربية، وتعزيزا للروابط مع البلد الأصل، أطلقت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة برنامج الجولات المسرحية برسم سنة 2018 لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج.
الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، عبد الكريم بنعتيق، علق على هذه التظاهرة الضخمة في تصريح لهسبريس بالقول: "اليوم نعطي الانطلاقة الرسمية للجولات المسرحية التي ستقوم بها مجموعة من الفرق المسرحية، والتي ستخصص لمغاربة العالم من خلال 180 عرضا مسرحيا تشمل جل القارات وجل البلدان التي تعرف حضور مغاربة العالم".
وأضاف بنعتيق في تصريح لهسبريس: "الكل يعلم أن المسرح جزء من الفعل الثقافي المشترك الذي يمنح مغاربة العالم اتصالا دائما ببلدهم، بالرغم من البعد الجغرافي".
وعن اختيار عرض 180 عرضا مسرحيا يعلق الوزير: "خضنا هذا التحدي من خلال إدماج 41 فرقة مسرحية ستجوب جل القارات بدون استثناء، في لحظة تواصل واتصال مع المغاربة المقيمين بالخارج؛ ناهيك عن تعريفهم بمستوى الكتابة والإخراج والإنتاج المسرحي ببلادهم الأصل، وبقضايا وهموم الشعب المغربي".
"توجيهات الملك هي التفاعل مع مغاربة العالم، واليوم نترجمها من خلال خطة إستراتيجية للتحصين الثقافي والارتباط بالوطن الأم والاستماع إليهم"، يقول بنعتيق، وزاد: "أشكر جميع الفرق المسرحية التي تفاعلت مع البرنامج بالرغم من الإمكانيات المسرحية المتواضعة".
لوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، لم ينس في كلمة ألقاها أمام مجموعة من الفنانين الحاضرين في افتتاح الجولات التي ستستقطب مغاربة العالم الإعراب عن سعادته بالفكرة الاحتفالية بالإبداع الفني المسرحي، والاحتفال بالفنان المغربي الذي يشكل جزءا من الثقافة المغربية وأحد أهم ركائزها.
وأضاف بنعتيق: "الوزارة حاولت بإمكانياتها المتواضعة ترجمت إستراتيجية الارتباط ما بين مغاربة العالم والوطن الأم، من خلال الإبداع المسرحي".
وفي تصريح خاص بهسبريس كشف وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج أن "هناك مقاربة حكومية جديدة لإعطاء الثقافة المغربية مكانة متميزة، خصوصا أن دستور المملكة جاء بالعديد من المقتضيات الدستورية التي تتعلق بالثقافة".
وأضاف الأعرج: "هذا التنزيل للمقتضيات الدستورية يأتي من خلال مثل هذه اللقاءات التي ستقام في العديد من الدول والعديد من القارات، لتقريب الثقافة المغربية إلى الجالية بالدرجة الأولى وربطها بالهوية التاريخية والحضارية للمملكة".
وزاد وزير الثقافة والاتصال: "أعتقد أن هذه المقاربة ستعطي نتائج إيجابية، خصوصا أنها نسقت مع الوزارة المنتدبة للخارجية للمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة؛ وهذا في حد ذاته يجسد أن قطاع الثقافة ليس قطاعا موكولا لوزارتنا، بقدر ما أنه لا بد أن تتدخل فيه عدد من الجهات، لكونه مفتوحا على القطاعات الحكومية والفاعلين".
وتعليقا عن التظاهرة يوضح الأعرج: "نعتقد أن 180 عرضا مسرحيا لفائدة مغاربة العالم فرصة للتعريف بالمسرح المغربي، ومناسبة للتنويه بجهد الفرق المسرحية المغربية، لكونها حازت جائزة المسرح العربي؛ وهذا ما منح المسرح المغربي مكانة متميزة في المسرح العالمي".
وفي كلمة ألقاها الوزير نفسه في القاعة المخصصة للاحتفال بقصر المؤتمرات بمدينة الصخيرات، أعرب عن سعادته بالتواجد في الانطلاق الرسمي للجولات المسرحية الموجهة نحو مغاربة العالم، كما نوه بالبرنامج "الذي يجسد آفاق المملكة في تكريس قيم الكرامة والمواطنة لكافة مغاربة العالم".
وأضاف الأعرج: "يأتي هذا البرنامج نظرا لأهمية الثقافة في بناء شخصيات الفرد والمجتمع، ودورها في تعزيز الانتماء ونشر قيم السلم والتعايش والتفاهم داخل البلد الواحد، وفي العلاقات المتشابكة بين الشعوب والأمم؛ فضلا عن دورها في التنمية التي اعتمدت جميع الدول عليها في التدبير الشامل".
وبالإضافة إلى المبادرات الوطنية التي قال إنها "تشكل مصدر تحفيز على مزيد من الاشتغال لدى مختلف الفاعلين"، يؤكد وزير الثقافة والاتصال في كلمته أن البرنامج "سيشتغل على تحقيق ربح مزدوج من خلال الأهداف المرسومة تجاه مغاربة العالم، من تعزيز الانتماء وتحصين الهوية والدفاع عن الحقوق من جهة، كما سيساهم في رفع وتيرة الاستهلاك الفني، الأمر الذي سيشجع على الإنتاج والإبداع وتوسيع سوق الشغل في المجالات الفنية والثقافية".
وقال الفنان محمد الخياري: "سعداء جدا ببرنامج هذه السنة الذي يشمل مجموعة من المسرحيات التي تهدف أساسا إلى الالتقاء بالجمهور. ولأول مرة تدعم الوزارة المعنية عروض الكوميديا وتدمجها ضمن الجولة التي ستشمل جميع قارات العالم".
وبخصوص العروض الفنية يوضح المتحدث نفسه: "هي عروض فنية مغربية تحمل بالأساس الهوية المغربية، علما أنها مقدمة للمغاربة والأجانب الذين سيتعرفون على الهوية والثقافة المغربية من خلال عرض الزي المغربي والحفلات الموازية لهذه التظاهرة الفنية الضخمة".
ياسين أحجام، مخرج مسرحية العريس، كشف لهسبريس أن مسرحيته ستحظى بفرصة عرضها بالقارة العجوز، بالإضافة إلى إتحاف مغاربة الكويت والإمارات.
وحسب أحجام فإن عرض مسرحيته "يدخل في إطار الجولة التي تطمح إلى التواصل مع أكبر عدد ممكن من مغاربة العالم، في إطار سياسة الانفتاح التي تنهجها بلادنا قصد التقرب من أولادها في العالم من خلال 180 عرضا تحمل في طياتها رسائل ثقافية مغربية خالدة".
يذكر أن الاحتفال شهد حضور أسماء وازنة في المسرح والكوميديا، في لقاء تواصلي عرف فقرات غنائية وإلقاء كلمات تهنئة بهذا الحدث العالمي.