2. معطيات مثيرة تلف "وفاة" مغربي في مركز للأمن الاسباني
تنتظر عائلة محمد العلمي بحزن كبير وصول جثة ابنها ذي الـ35 ربيعا إلى أرض الوطن، بعد أن توفي في ظروف غامضة داخل مخفر للشرطة بمايوركا الإسبانية، ما اعتبرته جريمة قتل، مقابل رواية أخرى قدمتها السلطات الإسبانية، تفيد بأن الشاب المغربي، الذي يعيش بألمانيا، أقدم على الانتحار داخل المخفر المشار إليه.
المثير في المعطيات التي حصلت عليها هسبريس هو تقديم كل عناصر الشرطة الذين كانوا في فترة المداومة أثناء وقوع الحادث لشهادة مرضية، لكي يتفادوا أسئلة المحققين في القضية، بعد أن قررت العائلة الوصول إلى أبعد مدى في كشف الحقيقة، عبر تكليف محام إسباني بمتابعة أطوار القضية التي دخلت على خطها قنصلية المغرب بالمدينة المذكورة.
وحسب المعطيات المتوفرة فإن محمد العلمي، الذي كان يعيش قيد حياته بمدينة أوفنباخ الألمانية رفقة إخوته، كان في زيارة إلى مايوركا قبل حوالي أسبوعين، وهي ليست المرة الأولى التي يزور فيها المدينة، نظرا لوجود صديقته بها؛ ليتم اعتقاله من طرف الشرطة الإسبانية قبل أن تعلن لعائلته في وقت لاحق أن الشاب أقدم على الانتحار.
هذه الرواية تبقى غير متماسكة حسب بوبكر العلمي، أحد أفراد عائلة الضحية، الذي يقول إن "الشرطة الإسبانية قدمت في ظرف وجيز روايتين متناقضتين بخصوص الحادث"؛ وعن طبيعة هذين الروايتين، يضيف في اتصال هاتفي بهسبريس: "بعد أن أخبرتنا الشرطة بأنه أقدم على الانتحار، عادت واعتبرت أن محمد اعتدي عليه من طرف شخص مجهول عندما كان في حالة سكر وهو يكسر سيارات وممتلكات خاصة".
ورد المصدر نفسه على هذه الرواية بالقول: "شخص مصاب يجب أن يذهب إلى المستشفى وليس إلى الحراسة النظرية"، قبل أن يكشف العلمي أن القنصل المغربي بمايوركا اتصل أول أمس بشقيق الضحية وأخبره بأن "محمد مات مقتولا، مقدما له الضمانات الكافية بشأن متابعة التحقيق في القضية"، على حد تعبير المتحدث.
وحسب إفادات العلمي، فإن شقيق الضحية توصل بخبر مقتله من الشرطة الألمانية بمقر سكنه بأوفنباخ، التي أخبرته بأنه انتحر بمخفر للشرطة بإسبانيا، قبل أن تشدد، أمام صدمة الأخ، على أن هذه الرواية توصلت بها من نظرائها الإسبان، دون أن تكون لها صلاحية تأكيدها أو نفيها.
"بعد ذلك سينتقل شقيق الهالك إلى إسبانيا، وهناك سيلمس بشكل جلي عدم تماسك الرواية الرسمية التي تقول إن محمد نسي سترته التي يضع فيها أغراضه وأوراقه الثبوتية داخل أحد المحلات التجارية، وعندما عاد ليستعيدها وجد الطاقم العامل بالمحل قد تغير، حينها دخل في مشادات معهم، قبل أن تعتقله الشرطة"، يوضح العلمي.
واستنادا إلى أقوال المصدر نفسه فإن شقيق الضحية ألقى عليه نظرة أخيرة في مستودع الأموات ولاحظ عدم وجود جروح في جسده، "ما يطرح فرضية وفاته تحت تأثير صعقة مسدس كهربائي".
وكشف المتحدث ذاته أن إجراءات نقل جثمان الهالك إلى المغرب مازالت جارية، متوقعا أن يتأخر الأمر لأسابيع، نظرا لإجراء تشريح أول وثان لجثمان محمد، ونظرا لحساسية الاتهامات التي توجهها العائلة لرجال الأمن بمايوركا.
تجدر الإشارة إلى أن محمد رأى النور بمدينة أوفنباخ الألمانية، التي ظل يعيش فيها رفقة إخوته إلى أن قضى في إسبانيا في ظروف مازال يلفها الغموض، فيما قرر والده، وهو رجل متقاعد، الاستقرار بمدينة إفران لإدارة مشاريعه الخاصة. رغم ذلك، يتحدث محمد العربية والأمازيغية بطلاقة، وظل يتردد على المغرب بشكل دوري إلى أن رحل إلى الأبد.