شهدت النمسا ولادة أول طفلة في فيينا بالعام الجديد من أسرة مسلمة. وبدلاً من أرسال التهاني، وُجهت إلى المولودة وعائلتها رسائل كراهية وعنصرية. فيما دعمت جمعيات كنسية وأفراد على صفحات التواصل الطفلة وأسرتها.
احتجت مؤسسة خيرية كاثوليكية أمس الجمعة (الخامس من يناير 2018) على قرار موقع “فيسبوك” إزالة صورة تظهر أول طفلة مولودة في فيينا عام 2018، والتي كانت لأسرة مسلمة، وحصلت على دعم قرابة 20 ألف رسالة بعد موجة تعليقات عنصرية.
وأثار “ميلاد أسيل”، التي أشارت الصحافة إلى أنها “أول مولودة في فيينا في العام الجديد”، موجة تعليقات عنصرية على الإنترنت، بعد أن ظهرت والدتها في الصورة مرتدية الحجاب. ورداُ على ذلك، أطلقت منظمة “كاريتاس” الخيرية المسيحية، التي تعمل مع المهاجرين واللاجئين، حملة دعم للرضيعة ووالديها، نعيمة وألبير تامغا.
وقال كلاوس شويرتنر، رئيس فرع “كاريتاس” في فيينا، إن “هذا بُعد جديد تماماً للكراهية الإلكترونية التي تستهدف الرضيعة البريئة”، مؤكداً أن “هذا يتعدى الخطوط الحمر”. وأوضح أن صفحة “فيسبوك” التي نشرت الصورة ربما تكون قد تعرضت لحملة مدبرة لتعطيلها، مضيفاً: “نريد أن نظهر أن الحب أقوى من الكراهية… على الفيسبوك كما في الحقيقة”.
كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً كبيراً سلبياً، بعد أن قام أحد المستخدمين بتعديل الصورة وإضافة حجاب للمولودة.
في حين فوجيء آخر بالحملة وأبدى استغرابه من الكراهية، وكتب في تغريدة يقول: “طفلة مولودة في السنة الجديدة تلقت الآلاف من رسائل الكراهية في الأيام الثلاثة الأولى، ولكنها الآن تتلقى كماً أكبر من الورود!”.
تأتي رسائل الكراهية وسط تصاعد التوتر في المجتمع النمساوي حيال قضايا الإسلام بشكل عام وتدفق المهاجرين إلى أوروبا بشكل خاص. ويضم التحالف الحاكم الجديد هناك بقيادة المستشار الشاب سيباستيان كورتز (31 سنة) أحزاباً تمثل تيار اليمين القومي الكاره للأجانب.
وأشارت إحدى الرسائل ضد أسرة الطفلة إلى وزير الداخلية الجديد من اليمين المتطرف، هربرت كيكل، قائلة إنه “سيطردكم خارج البلد. إنه الرجل المناسب للقيام بذلك”.