بعدما تأكد غياب الملك محمد السادس، وتمثيله من طرف ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، انطلقت اليوم الأحد بالرياض، أشغال القمة العربية الإسلامية الأمريكية، في أول زيارة يقوم بها دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، إلى المنطقة، وفي ظل التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجه الدول العربية والإسلامية منذ اندلاع أحداث الربيع العربي.
الموساوي العجلاوي، أستاذ العلاقات الدولية، يرى أن هذه القمة مفيدة للدول العربية في ظل إدارة أمريكية جديدة، وقال إن أهميتها "تكمن في طريقة تدبير الآلة الديبلوماسية الأمريكية في عهد أوباما التي دفعت إلى استئساد إيران في المنطقة"، وأضاف أن هذه القمة "ستهم إعادة التوازنات الإقليمية بالمنطقة، بالرغم من تكلفتها الباهظة".
وأوضح العجلاوي، في تصريح ، أن الإدارة الأمريكية الجديدة "بات واضحا أنها حسمت موقفها من إيران، وأبانت عن استعدادها للاستمرار في العلاقات الاستراتيجية مع دول الخليج"، مسجلا أن الأهم في سياق انعقاد هذه القمة هو "إعادة ترتيب المعادلات الأمنية والسياسية بالمنطقة، وخاصة باليمن الذي يشهد تطاحنات مستعرة منذ سنوات، ترخي بظلالها على المنطقة برمتها".
ومن أهم النقاط التي ولدت التساؤل، غياب الملك محمد السادس عن هذه القمة، بالرغم من توصله بدعوة رسمية من العاهل السعودي. العجلاوي يرى أن غياب الملك كان محسوما قبل أسبوع، مبرزا أن "الذي لفت الانتباه أكثر هو عدم وضوح مصير زيارته إلى مصر إلى حد الساعة، في ظل تلقيه دعوة رسمية من عمر البشير رئيس جمهورية السودان".
وعن حضور المغرب في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، اعتبر الباحث ذاته أنها "تأتي في سياق الموقف الجيد الذي تبنته الإدارة الأمريكية بخصوص قضية الصحراء، وإدانتها الواضحة للجزائر والبوليساريو في مشروع التقرير الأممي الأخير بشأن قضية الصحراء".
وشدد المتحدث على أن العلاقات الاستراتيجية التي تجمع المملكة بدول الخليج، ونظرا للموقف المساند للمغرب من طرف الإدارة الأمريكية الجديدة، "قد تدفع في اتجاه إيجاد مسار جديد لقضية الصحراء المغربية".
من جهة ثانية، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، اليوم الأحد بالرياض، الحاجة إلى علاقات قوية بين بلدان العالم العربي والإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة.
واعتبر المسؤول الحكومي الذي ترأس الوفد المغربي إلى هذه القمة، أن "القمة محطة مهمة لتدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين بلدان العالمين العربي والإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية، بالنظر إلى التحديات التي تواجهها المنطقة والمرتبطة بالإرهاب ونزوع بعض الدول إلى التدخل في شؤون الدول العربية".
وسجل أن هذه القمة تأتي "كتعبير على أننا جميعا في خندق واحد لمواجهة التهديدات التي تستهدف البلدان الإسلامية وتمس بصورة الإسلام السمح والمعتدل"، وأضاف أن الملك محمدا السادس يدعم مبادرة العاهل السعودي لتعزيز التضامن بين الدول العربية والإسلامية، في ظل ما تعيشه بعض البلدان العربية من اضطرابات وأزمات تهدد أمنها وكيانها.