تعتبر القمة الإقليمية حول المناخ والاقتصاد الأزرق لحوض الكونغو، التي تنعقد لأول مرة والتي تهدف إلى تفعيل الصندوق الأزرق لحوض الكونغو تماشياً مع إعلان مراكش الذي صدر عقب قمة المناخ، أول نشاط رسمي يحضره العاهل المغربي منذ عودته إلى المملكة من رحلة علاجية قادته إلى فرنسا، خضع خلالها إلى عملية جراحية على مستوى القلب، كللت بالنجاح.
وتراهن المملكة، من خلال مشاركتها في قمة المناخ ببرازافيل، على تسخير خبرتها في مجال التصدي للتغيرات المناخية، في سبيل تأمين أسباب نجاح المشروع الطموح الرامي إلى تحويل التحديات المناخية في المنطقة إلى فرص واعدة، في إطار لجنة حوض الكونغو.
وكانت لجنة حوض الكونغو أحدثت في نونبر 2016 بمراكش، خلال القمة الإفريقية الأولى للعمل المنعقدة على هامش القمة الثانية والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (كوب 22)، إلى جانب لجنتين إقليميتين هما لجنة منطقة الساحل ولجنة الدول الجزرية.
وتشارك في قمة برازافيل، إلى جانب المغرب، 15 دولة هي: أنغولا والكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية والغابون وغينيا الاستوائية وكينيا ورواندا وساوتومي وبرانسيبي وتشاد وزامبيا والنيجر وغينيا والسينغال، فضلا عن رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي.
أحمد الصالحي، الباحث المتخصص في الدراسات الإفريقية والعلاقات المغربية الإفريقية، اعتبر أن "مشاركة العاهل المغربي في قمة "المناخ والصندوق الزرقاء" تأتي في سياق استمرار التوجه الملكي في إفريقيا الذي يروم تعزيز التعاون جنوب جنوب، خاصة في قضايا المناخ، بحيث تعتبر المملكة رائدة في هذا المجال على المستوى القاري"، مشيرا إلى أن "هذا التوجه الإستراتيجي كان قد أقرته قمة مراكش حول المناخ".
وأضاف المتخصص في شؤون دول غرب إفريقيا، في تصريح لهسبريس، أن "الزيارة الملكية تأتي لدعم بلدان القارة الإفريقية على مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية على القطاع الفلاحي الافريقي"، مورداً أن "المغرب، وبفضل تجربته والمبادرة الثلاثية التي كان اقترحها خلال المؤتمر العالمي للمناخ، يمكن أن يلعب دوراً كبيراً لمساعدة الدول الإفريقية للتوصل إلى مشاريع جديدة لرفع التحديات التي يعرفها القطاع الفلاحي الإفريقي".
وعن طبيعة المباحثات التي من المرتقب أن يجريها العاهل المغربي مع نظيره الكونغولي على هامش أشغال "القمة الإفريقية للمناخ والصندوق الأزرق، يرى الصالحي أنها "لن تخرج عن إطارها التقليدي المحدد في تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وكذا مناقشة التهديدات الأمنية التي تعترض "الكونغو"، خاصة في ظل الأحداث التي تشهدها إفريقيا الوسطى، والتي باتت تهدد الأمن الإقليمي للمنطقة.
المتخصص في شؤون دول غرب إفريقيا قال إن "المغرب ينتهج، حاليا، سياسة برغماتية في علاقاته مع دول إفريقيا، تنطلق من مبدأ تعزيز الشراكات الاقتصادية وتجاوز المشاكل السياسية"؛ فـ"لم يعد مشكل الصحراء يمثل عائقاً أمام الدبلوماسية الملكية لتشبيك علاقاتها وتعزيز الاستثمار في إفريقيا، وقد بدا هذا الأمر جلياً خلال زيارات الملك إلى نيجيريا وجنوب إفريقيا"، يشدد الصالحي.
Facebook Conversations