الاندماج في بلجيكا
صورة تذكارية للمهاجرين من صف الإندماج في حديقة انطونيوم ببروكسيل
كثيرا ما نتحدث عن إدماج المهاجرين . فماذا يعني ذلك؟
فأولا الأمر يتعلق بعملية ذات طرفين إثنين :
- بالنسبة للمهاجرين: الإدماج يتطلب جهدا لفهم طريقة الحياة في البلد المضيف، والتأقلم والقدرة على العيش بشكل مستقل. وهذا يعني على وجه الخصوص تعلم اللغة الفرنسية، لفهم و احترام الحقوق و المسؤوليات والواجبات المرتبطة بالذين يعيشون في بلجيكا.
- بالنسبة للمجتمع المضيف: يتعهد بضمان احترام حقوق الإنسان و المساواة في المعاملة بين المهاجرين والبلجيكيين، بما في ذلك العلاقات مع الحكومات وسوق العمل، ووضع سياسة لتشجيع جهود التكامل من خلال تنظيم دورات تدريبية وإعطاء التوجيهات و مواصلة التعليم على وجه الخصوص.
الإدماج يعني توفير الوسائل للمشاركة الكاملة في المجالات الثقافية والاقتصادية والمدنية و الاجتماعية ببلجيكا.
ليس هناك ” نموذج ” من الواجب إتباعه، بل هناك مجموعة من المبادئ التي ينبغي احترامها من قبل كلا الجانبين : الحرية الفردية والمساواة – خاصة بين النساء و الرجال – وعدم التمييز، وحرية الميول الجنسي، والحق في الخصوصية، وحرية الدين، وحقوق الطفل، ومراعاة القواعد التي تنظم الحياة الاجتماعية ( كالتجول والتنظيم على الطرق واحترام قانون السير وعلاقات الجوار داخل الأحياء السكنية واللوائح المدنية) والمساواة في المعاملة مع الإدارة.
مطلوب معرفة اللغة الفرنسية للمشاركة في الحياة المدنية والثقافية، لتسهيل العلاقات الاجتماعية ولتنفيذ المشاريع المهنية.
- تنظم دورات لتعلم اللغة الفرنسية في والونيا و بروكسل، من قبل العديد من المنظمات (المدارس والبلديات و الجمعيات، وما إلى ذلك). وتختلف شروط التسجيل و المحتويات من منظمة إلى أخرى. وغالبا ما تكون هذه الدروس مجانية.
في والونيا و بروكسل، منذ عام 2013 ، تنظم السلطات بالطبع عدة أروقة للترحيب ولدعم المهاجرين الذين وصلوا حديثا إلى بلجيكا الفرانكفونية.
حقيقة الاندماج في بلجيكا ليس سهلاً، وليس صعباً، لأن السهولة والصعوبة تعتمد على الشخص نفسه، لكن واقعياً الاندماج في مجتمع يتحدث نفس لغتك يكون أسهل من المجتمع الذي لا يتحدث لغة غير لغتك، وهذا ما يصعب الأمور بعض الشئ على معظم الناس.
الاندماج في بلجيكا .. نصائح للدخول في أحضان المجتمع
تعلم اللغة
بداية الاندماج في أي مجتمع هو تعلم لغته، لأنها اللغة هى البوابة الأساسية للتعرف على عادات وتقاليده وأسرار كل مجتمع، والمجتمع البلجيكي يتحدث ثلاث لغات رسمية، هى الهولندية، والفرنسية، والألمانية على الترتيب، ويعتمد اتقان الشخص للغة على المنطقة التي يعيش فيها، فمن يعيش في اقليم أو منطقة تتحدث الهولندية يجب أن يعمل جاهداً على تعلم اللغة الهولندية، وهكذا في بقية المناطق، لأن اللغة هى بوابة المرور نحو أعماق المجتمع وخباياه.
الاشتراك في الأنشطة
أفضل الأنشطة هى الاشتراك في الأنطشة التطوعية، خصوصاً في دور المسنين، ومساعدة هؤلاء الأشخاص هى مساعدة كبيرة للمجتمع البلجيكي، وفي نفس الوقت مساعدة للشخص نفسه، لأن الشخص يتعرف على تفاصيل المجتمع بشكل أفضل.
أيضاً يمكن الاشتراك في الأندية الرياضية والترفيهية، والاشتراك في الدورات التعليمية، وتكوين الصداقات التي بدورها قد توفر لك فرص عمل أفضل في بلجيكا، ويمكن معرفة المزيد عن الجمعيات وأنشطة العمل التطوعي في بلجيكا من خلال مراجعة هذه المواقع :
البدأ في ممارسة أو تعلم أي عمل
في بداية الأمر قد يكون من الصعب ايجاد وظيفة في مجال عملك في بلجيكا، لكن يمكنك ايجاد وظيفة في مجال آخر أنت تجيده لكنه ليس مجال عملك الرئيسي، أو قد تجد عمل لا تجيده، لكن يمكنك البدأ فيه وتعلم هذا العمل، كل هذه الفرص هى بوابة للدخول والاندماج في بلجيكا ، لأن أي عمل ستشغله سيكسبك المزيد من الخبرة، والتعرف على عادات المجتمع البلجيكي بشكل كبير.
زيارة الأسواق والمكتبات ومتابعة الصحف
من الخيارات الرائعة والمميزة جداً، هى النزول إلى الأسواق في بلجيكا، فالأسواق كفيلة بإدخالك سريعاً إلى أجواء المجتمع الأم، لأن السوق يعبر عن الكثير من حياة المجتمع، وهذا التعبير يمكنك مشاهدته على الأقل في وجوه وملامح مرتادي السوق، ومن خلال الاحتكاك بالناس.
الخيار الثاني، هو زيارة المكتبات، فالمكتبات من أفضل سبل الاندماج في بلجيكا ، ويمكنك من خلال المكتبات التعرف على ما يحب أن يقرأه المجتمع، وأفضل الكتاب المفضلين في المجتمع، واكتشاف الكثير والكثير عن هذا المجتمع متعدد اللغات.
أيضاً قراءة الصحف مميزة جداً ليس في المجتمع البلجيكي، ولكن في المجتمعات الأخرى، وتعد الصحف في بلجيكا من أسرع الأشياء التي تساعد على الاندماج في المجتمع لأن الصحف توضح بشكل كبير ما يدور في المجتمع.
خيارات الاندماج
الاندماج في بلجيكا ليس شيئاً مستحيلاً، وهناك خيارات كثيرة للاندماج، وكل شخص يمكنه البحث عن الاندماج بالطريقة التي تناسبه، وما تحدثنا به هو مجرد أفكار فقط.
الصعوبة في الاندماج في بلجيكا تكمن فقط في أول فترة في بلجيكا، وبعزم الشخص، يمكن للشخص بدأ حياة جديدة في بلجيكا، ومع مرور عدة أشهر، سيشعر الشخص أنه مولود في هذا المجتمع، بعدها سيعتاد على عمله، وعلى الشوارع والأزقة، وستصبح حياته أفضل، لكن لن يأتي الأفضل إلا اذا بحث أنت عنه............................تابع
وللموضوع بقية مع تحيات
حبيبي نجيب
Facebook Conversations